جعفر عبد الكريم الخابوري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جعفر عبد الكريم الخابوري

مملكة البحرين
 
الرئيسيةالرئيسية  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مدونة جعفر الخابوري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 177
تاريخ التسجيل : 07/05/2023

مدونة جعفر الخابوري  Empty
مُساهمةموضوع: مدونة جعفر الخابوري    مدونة جعفر الخابوري  Emptyالإثنين مايو 08, 2023 5:03 am

المتقون هم المنفتحون على الحقّ:
[size=30]أمّا «المتّقون»، فهم أولئك الذين انفتحت عقولهم على فكر الحقّ من خلال التأمّل والمعاناة الوجدانية، حتى عاش في وجدانهم قناعة واطمئناناً، واندمجت أرواحهم في لقاء اللّه، حتى شعروا بحضوره معهم في يقظتهم ومنامهم، فلا يواجهون شيئاً في الحياة إلاَّ ويواجهون اللّه معه، باعتبار أنَّ الأشياء تفقد استقلالها وذاتيتها في داخلهم، لأنها المظهر الحي لوجود اللّه وقدرته وحكمته ورحمته. وهم الذين تحرّكت حياتهم في الصراط المستقيم حتى لتحسّ بخطواتهم تتنقل في ثبات واتزان، كأنها تعيش وعي الطريق في كلّ أبعاده واتجاهاته، فلا تغيب عنها أية انعطافة من منعطفات الطريق التي تدعو للانحراف، بل هي الاستقامة الباحثة أبداً عن النور في طريق اللّه.[/size]
* * *
هل القرآن هدى للمتقين فقط؟
[size=30]وهنا يواجهنا سؤال مثير، كيف يكون القرآن هُدًى للمتقين ولا يكون هُدىً لكلّ النّاس؟ وهل يحتاج المتقون الذين يعيشون الهُدى في كيانهم إلى هداية ليكون القرآن هادياً لهم؟[/size]
[size=30]والجواب: هو أنَّ المتّقين هم الذين يشعرون بمسؤوليتهم الفكرية والاجتماعية تجاه العقيدة والحياة، فهم الذين يعيشون تقوى الفكر التي توحي بالتأمّل والتفكير العميق، فيطلبون الهداية من موقع المواجهة الحادة للمشاكل الصعبة التي تعترضهم في قضايا الصراع، فيقفون أمامها موقف الجادّ الذي لا يعيش حالة اللامبالاة والاسترخاء الفكري، بل يحاول أن يدخل عملية الصدام الفكري ليفكّر في ما يُعرض عليه ليناقشه، فإمّا أن يقتنع به وإمّا أن يرفضه على أساسٍ من الوعي، ثُمَّ إن المتّقين هم الذين يخافون اللّه ويحبونه بإخلاص وإيمان، فيشعرون من خلال ذلك بالمسؤولية التي تتحول إلى مراقبة ومحاسبة في الفكر والعمل، فيندفعون في عملية ملاحقةٍ للأسس التي يرتكز عليها الهدى من أجل أن تكون موضع تفكير ومناقشة.[/size]
[size=30]أمّا الآخرون من غير المتّقين، فهم الذين لا يشعرون بالمسؤولية تجاه أنفسهم، وتجاه ربهم، بل وتجاه الحياة كلّها. إنهم يواجهون الحياة مواجهة اللامبالاة والهروب من كلّ شيء يتعب الفكر والوجدان، فلا يحاولون أن يهتدوا، ولا يريدون أن يفكروا بالهدى، فلا يمكن للكتاب أن يكون هدى لهم، لأنَّ الهدى لا بُدَّ له من عقل مفتوح ووجدان سليم، ولكنَّه يظلّ يطرق أسماعهم منتظراً حالة الوعي الجديدة التي تربطهم بالإرادة الواعية ليهديهم من موقع إرادتهم للهداية، في آفاق اللّه الرحبة الممتدة بالإيمان.[/size]


(1) وردت معاني الهداية في سورة الفاتحة، تراجع في مكانها.
(2) الطبرسي، أبو علي الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، دار إحياء التراث العربي، ط:1، 1412هـ ـ 1992م، ج:1، ص:45.
(3) تفسير الميزان، ج:18، ص:8 ـ 9.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fhhgyrtyhhuh.ahlamontada.com
 
مدونة جعفر الخابوري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مدونة جعفر الخابوري
» مدونة جعفر الخابوري
» مدونة جعفر الخابوري
» مدونة جعفر الخابوري
» مدونة جعفر الخابوري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جعفر عبد الكريم الخابوري :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: