بعد سقوط بغداد عاصمة الدولة العباسية والخلافة الإسلامية في يد المغول بقيادة هولاكو خان عام 1258م،
ومقتل آخر خُلفاء بني العباس عبد الله المستعصم بالله.
سار المغول لغزو الشام وهددوا مصر التي يحكمها المماليك بمصيرٍ مشابه لمصير بغداد، فأرسل سلطان المماليك سيف الدين قطز جيشًا لصد التقدم المغولي،
وهزم المسلمون المغول في معركة عين جالوت سنة 1260م، وردُّوهم على أعقابهم.
تعاقب المماليك على الحكم، وحكموا مصر والشام والحجاز، حتى قرر سليم الأول ضم دولة المماليك إلى الدولة العثمانية، والتقى الجيشان العثماني والمملوكي عند مرج دابق شماليّ حلب، حيثُ دارت بينهما معركة هائلة في عام 1516م، أفضت إلى هزيمة المماليك، وانتصار العثمانيين،ظل نفوذ المماليك في مصر حتى بعدما أصبحت تابعة للدولة العثمانية.
وفي عام 1811م جهز محمد علي حاكم مصر حفلًا ضخمًا بمناسبة تولي ابنه أحمد طوسون باشا قيادة الجيش الخارج إلى الحجاز للقضاء على حركة محمد بن عبد الوهاب في نجد،
ودعا رجال الدولة وأعيانها وكبار الموظفين العسكريين والمدنيين وزعماء المماليك لشهود هذا الحفل. فلبَّى 470 مملوكًا الدعوة، وحضروا إلى القلعة في أزهى الملابس والزينة.
وعند تقليد الأمير طوسون خلعة القيادة، سار الجميع خلف الموكب للاحتفال، واستُدرِجَ المماليك إلى باب العزب، وفتح الجنود عليهم وابل الرصاص، وساد الهرج والمرج، وحاول المماليك الفرار، لكن قُتِل أغلبهم بالرصاص، حتى امتلأ فناء القلعة بالجثث، ومن نجا منهم من الرصاص، ذُبِحَ على أيدي الجنود. ولم ينج منهم سوى مملوك واحد يدعى «أمين بك» تمكن من الهرب إلى الشام. وبعدما ذاع الخبر؛ انتشرت الفوضى في البلاد لمدة ثلاثة أيام، قُتل خلالها نحو ألف من المماليك ونُهب خمسمائة بيت.
الصورة تظهر الملك تشارلز ملك بريطانيا وزوجته أمام لوحة تجسّد محمد علي، والي مصر ، خلال “مذبحة القلعة”، الصورة ملتقطة عام 2018 في قصر كلارينس.
وجاء في الوصف المرافق أنّ اللوحة عبارة عن نسيج من الحرير والصوف من تصميم أوراس فيرني يجسّد “مذبحة المماليك”، ويظهر فيه محمد علي محاطاً بثلاثة أشخاصٍ أحدهم يشير نحو مدينة القاهرة التي يتصاعد منها الدخان.
ويذكر أنّ الامبراطور نابوليون الثالث أهدى هذا العمل الفنّي للملكة فيكتوريا.