جمعية ابو الصنقيع الثقافيه الدوليه رئيس الجمعيه جعفر الخابوري

مدرستي الحلوة
لوحة بالأبيض
و الأسود
لم يتوقف هطول الغيث و وميض البرق و دوي الرعد طوال الليل ككل أيام فصل الشتاء و بقي مستمرا إلى الصباح فأرغم الرعاة على إبقاء قطعان الأغنام و الأبقار بأحواشها و أصحاب الضيعات على ترك آلات الحرث بمرائبها في انتظار صحو السماء. و مكث الكل داخل البيوت مجتمعين بالمطابخ محيطين بالكوانين للتدفئة بالحطب و روث البقر اليابس (لوﯕيد)
و لم يكن خارج المساكن إلا ذلك التلميذ اليتيم متوجها إلى مدرسته التي تبعد على كوخه القصدري بستة كيلومترات تستغرق ساعة للوصول. يمشي مقوس الظهر ليتغلب على شدة الرياح التي تدفعه بقوتها إلى الوراء ملفوفا في أسمال لا تقيه من القر و البلل. حافي القدمين و طريقه حصى و حفر و أوحال و جليد. يحمل حقيبة بلاستيكية يضعها بثياب بطنه مخافة أن يتبلل ما بداخلها من ذفاتر و أدوات الأمر الذي قد يعرضه للعقاب .و فوق كتفه كيس غذائه: قارورة شاي أسود بقي من العشاء حتى قضت مرورته على حلاوة سكره و قطعة خبز تفوح منها حموضة الخميرة البلدية .
يخطو بسرعة كي لا يتأخر غير مبال برجليه المجمدتين ولا بالغيث أو البرد أو نذف الثلج التي ترجم جسمه النحيف.
و من حظه وصل قبل ولوج الحجرة الوحيدة بمدرسته الحلوة بخمس دقائق . و بعد الإصطفاف أمرهم المعلم بالدخول و جلس بمقعده و جسمه يرقص من شدة البرد و شرعت الطاولة في تقليد رقصاته حتى كادت المحبرة تخرج من ثقبها و تُقِيء ما بداخلها من مداد أزرق و يكون ثمن الرقصات صفعات.
و لحظة تدخل فتاة كعادتها تحمل صينية بها قهوة وحليب و خبز طويل داخله أبيض و قشرته محمرة و هشة و صحن عسل أو مربى و علبة مستديرة تحمل صورة بقرة ضاحكة فرحة بقرطيها المستديرتين كتب عليها فروماج "لافاش كي ري" (la vache qui rit).
و يفتح المعلم العلبة و يخرج منها قطعا ثلاثية الشكل مغلفة بورق يلمع كاللجين و يشرع يحشو تلك القطع و العسل بداخل الخبز الطويل و ينطلق القضم و المضغ و احتساء القهوة الممزوجة بالحليب و اليتيم و زملاؤه يتأملون حركات عضلات فكيه و شفتيه و يبتلعون اللعاب الذي يتكاثر بأفواههم يزكيه بخار و رائحة القهوة و الحليب المنتشرة داخل حجرة الدرس و أصوات تناطح الأسنان أثناء الطحن و تنهدات الإبتلاع و تَجَشُّؤات الشَّبَع. و بعد الأكل يعم سكون يتخلله شهيق و زفير المعلم و هو يدخن سيجارته التي تخفي رائحة الفطور الشهي. ثم ينطلق السلخ بانطلاق جدول الضرب و الضرب و ركل المؤخرات و صفع الخدود الزرقاء. و ترقص كل الأجساد على نغمات القر و الخوف و صراخ المعذبين.
قد يكون المنظر مؤلما للبعض و قد يكون مضحكا رغم أن الحجرة خالية من الضحك إلا بقرة "لافاش كي ري" التي تضحك بصمت.
و في السماء يعود اليتيم إلى كوخه ناسيا أجواء الحجرة كباقي زملائه بقلب نظيف من الغل لولا تورمات رأسه التي تذكره بقساوة الضرب. و مع ذلك ينسى الجلاد لأنه يحب معلمه.
لكن السؤال الذي حير اليتيم بعد الرشد: لماذا كان يحلو لمعلمي تناول فطوره الشهي أمام بطون مملوء نصفها بالشاي و خبز الشعير أو ربما فارغة؟ . (ادريس.ك )

لا تدع العاصفة تحبطك ، فأنت قوي ، عندما تمطر خلفك ، أخرج المظلة وتغطي نفسك من النسيم.قف واستمر في خوض معركتك الداخلية ، خوض معركتك ، سيكون درعك دائمًا هو الله ومرشد خطواتك.توقف عن العيش تحت العاصفة ، لأن لديك القدرة على أن تكون امرأة مقاتلة ، قف واذهب في طريقك.هدّئ تلك العواصف لأنك خفيف ، ابتسم لأن ابتسامتك تنير خطواتك ، أنت فرح وأنت تعطي الحياة لكل شيء ، لذا استمتع وعيش ولا تدع شيئًا يطغى على سحرك

‏"مع الوقت !!
يزداد يقيني أن باطن الإنسان عاجلاً أم آجلاً
سيظهر على ملامحه ..!!
فمن يحمل الحب والجمال ..
لن يفيض منه إلا الجمال والحب ..!
وحامل السوء والخبث مهما تقنّع وتصنّع ..
لابد للداخل أن يفضحه ويفيض للخارج ..!"
#ثم
ستعيش الحياة وتقابل الكثيرين ..
،ستكتسب الخبرة والعمق ..
،وستصبح بسهولة فيما بعد تميزُ نوايا الناس ،ومعادنهم
من انعكاس دواخلهم على ملامحهم ..!!
وفي مرايا عيونهم ..
وسقطات ألسنتهم ..!!